أثار إعلان منظمة الصحة العالمية تحور فيروس أنفلونزا الخنازير، رعب وقلق
الكثيرين من الأوساط الطبية، التى اعتبرته إنذارًا لموجة أكثر شراسة
وعنفًا من مراحل تطور الفيروس، وخاصة فى مصر التى تشهد مرحلة انتشار واسع
للمرض.
المنظمة أثبتت التحور من خلال تقاريرها الواردة من البلاد المصابة، مؤكدة
أنه لم يؤثر حتى الآن على درجة شدته ولا على فعالية اللقاح المضاد له أو
العلاج المعالج، بالإضافة إلى عدم تأثير التحور على حساسيته للأدوية
المعالجة للمرض الناجم عنه.
وعن سبب التحور الذى يشهده فيروس أنفلونزا الخنازير فى الوقت الحالى، أكدت
منظمة الصحة العالمية أن التحور من طبيعة فيروسات الأنفلونزا، والتى
وصفتها المنظمة بأنها دائمة التحور والتغير فى سماتها التركيبية.
وفى رد سريع عن مدى تحور الفيروس فى مصر اعترفت وزارة الصحة بحدوثه فى شكل
محدود غير مؤثر حتى الآن على كل من المصل واللقاح المعد، وقالت الوزارة إن
ارتفاع معدل الوفاة بفيروس أنفلونزا الخنازير لا يعنى تحوره بشكل شديد،
مؤكدة أن التحور حدث بالفعل وهو سمة أساسية من سمات فيروسات الأنفلونزا
بما فيها فيروس أنفلونزا الخنازير، لافتة إلى ارتفاع حالات الوفاة بمرض
أنفلونزا الخنازير بشكل يومى لا يعنى تحور الفيروس.
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية، أن
الوضع فى مصر لا يزال آمنا، حيث لم يسجل حتى الآن حالات مقاومة للعلاج
بعقار التاميفلوا أو مقاومة للتطعيم بالمصل، مشيرا إلى أن معظم حالات
الوفيات حتى الآن ما زالت بين الفئات الأكثر عرضه للمضاعفات جراء الإصابة
بالفيروس، فجميع الحالات المصابة كانت تعانى إما من أمراض مزمنة كالالتهاب
الرئوى المزمن والربو والالتهاب الكبدى الوبائى والأورام أو نساء حوامل
مما أدى إلى وفاتهم.
فى المقابل قال الدكتور جواد محجور مدير قسم الأمراض السارية لمنظمة
الصحة العالمية، إن فيروس أنفلونزا الخنازير يشهد تحور تم تسجيله فى أكثر
من بلد بداية من النرويج وصولا إلى فرنسا، لكنه لا يزال بشكل محدود وببطء،
مؤكدًا أن هذا التحور لا يؤثر على العلاج بالعقاقير الحالية وفى مقدمتها
التاميفلوا، كما أنه لم يسجل حتى الآن أى مقاومة للتطعيم بالأمصال
المتوفرة.
وتوقع محجور ارتفاع معدل كل من الإصابة والوفاة جراء الإصابة بالفيروس فى
الفترة القادمة مع دخول العالم موجة جديدة من الإصابة والوفاة التصاعدية
بالفيروس
